المجلة | آيـــة |{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَو

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}
إن الناس جميعا _ مهما طالت أعمارهم _ صائرون إلى الموت لا محالة ولا ينجو منه أحد منهم ، سواء جاهد أو لم يجاهد فإن له أجلا محتوما، ومقاما مقسوما، كما قال خالد بن الوليد حين جاء الموت على فراشه: لقد شهدت كذا وكذا موقفا، وما من شيء من أعضائي إلا وفيه جرح من طعنة أو رمية، وها أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء. وقوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة} أي حصينة منيعة عالية رفيعة أي لا يغني حذر وتحصن عن الموت كما قال زهير بن أبي سلمى: ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ** ولو رام أسباب السماء بسلم وقوله تعالى: {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند اللّه} أي إن يصبهم خصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك، {وإن تصبهم سيئة} أي قحط وجدب ونقص في الثمار والزروع أو موت أولاد أو نتاج أو غير ذلك {يقولوا هذه من عندك} أي من قِبَلك وبسبب اتباعنا لك واقتدائنا بدينك، كما قال تعالى عن قوم فرعون: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} وكما قال تعالى: {ومن الناس من يعبد اللّه على حرف...} الآية. وهكذا قال هؤلاء المنافقون، الذين دخلوا في الإسلام ظاهراً وهم كارهون له في نفس الأمر، ولهذا إذا أصابهم شر إنما يسندونه إلى اتباعهم للنبي صلى اللّه عليه وسلم ويقولون: بتركنا ديننا واتباعنا محمداً أصابنا هذا البلاء، فأنزل اللّه عزَّ وجلَّ: {قل كل من عند اللّه} فقوله: قل كل من عند اللّه أي الجميع بقضاء اللّه وقدره، وهو نافذ في البر والفاجر والمؤمن والكافر. ثم قال تعالى منكراً على هؤلاء القائلين هذه المقالة الصادرة عن شك وريب وقلة فهم وعلم وكثرة جهل وظلم {فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً}؟ فكيف يفقه من قال هذا الكلام، وكيف يعقل من صدرت عنه هذه المقالة؟!!

المزيد